أسود الفرقان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي


    شوفو التسامح

    أبووديع
    أبووديع


    ذكر
    عدد الرسائل : 13
    العمر : 33
    العلم : شوفو  التسامح Male_p11
    تاريخ التسجيل : 25/03/2010

    شوفو  التسامح Empty شوفو التسامح

    مُساهمة من طرف أبووديع الثلاثاء أبريل 06, 2010 1:08 pm

    دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة للرجل السمح : ((رحم الله رجلاً سمحـًا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى))(رواه البخاري)، وفي رواية (وإذا قضى ) . وما هي إلا صور من المعاملات اليومية ، التي تقتضي قدرًا كبيرًا من السماحة .


    في دين الإسلام العظيم مآثر كثيرة , ومنافع جليلة , وأسس عظيمة , ومعالم هادية , إذا فقهناها حق فقهها وإذا تعلقت بها قلوبنا وتشربت معانيها نفوسنا وانطبعت بها سلوكياتنا فنحن على الجادة والصواب , وسنرى الخير يفيض في نفوسنا وقلوبنا , والنور يكون في أبصارنا وبصائرنا , والهدى يكون في عقولنا وأفكارنا , والتقوى تتجلى في أحوالنا وأفعالنا .






    فحين تجد امرءًا سهلاً ميسرًا ، يتنازل عن حظ نفسه أو جزء من حقه ، ليحلّ مشكلة هو طرف فيها ، أو ليطوي صفحة طال الحديث فيها ، أو ليتألف قلبـًا يدعوه ، أو ليستطيب نفس أخيه ، وهو قبل ذلك لا يتعدى على حق أخيه، ولا يلحف في المطالبة بحقوقه ، فذلك هو الرجل السمح ، وتلك هي السماحة.





    من صور السماحة :







    1- التنازل عن الحق :



    إن صاحب السماحة لا تطيب نفسه بأن يحصّل حقـًا لم تطب به نفسه الطرف الآخر ، فيؤثر التنازل أو السماحة ، ,إن كان الحق له ، وهذا ما كان من عثمان - رضي الله عنها - حين اشترى من رجل أرضـًا ، فتأخر صاحب الأرض في القدوم عليه لقبض الثمن ، وتبين له أن سبب تأخره أنه بعد أن تم العقد شعر البائع أنه مغبون ، وكان الناس يلومونه كيف تبيعها بهذا الثمن ؟ قال عثمان : " فاختر بين أرضك ومالك " ثم ذكر له الحديث : ((أدخل الله عز وجل الجنة رجلاً ، كان سهلاً مشتريـًا وبائعـًا ، وقاضيـًا ومقتضيًا))(رواه أحمد) .





    2- إنظار المعسر :



    إن إنظار المعسر ، أو التجاوز عن القرض أو عن جزء منه ، صورة عظمية من صور الكرم وسماحة النفس ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه ؛ لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه))(رواه البخاري) .
    بل إن توفيق الدنيا والآخرة مرهون بتيسيرك على أخيك المعسر : ((من يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة))(رواه مسلم) .






    3- رد القرض بأحسن منه :



    وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم يردّ القرض بخير منه وبالزيادة فيه ، ويقول : ((أعطه ، فإن خيار الناس أحسنهم قضاء))(رواه ابن ماجه).
    وما ترك صاحب القرض يمضي إلا وهو راضٍ .





    4- السماحة مع الشريك :



    كما شهد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شريكه في التجارة قبل البعثة : (السائب بن عبد الله ) بقوله له : " كنت شريكي في الجاهلية ، فكنت خير شريك ، كنت لا تداريني ولا تماريني "(رواه ابن ماجة) .
    أي كنت لا تدافعني في أمر ولا تجادلني ، بل كنت شريكـًا موافقـًا ، ولم ينسها له ، وكانت سببـًا من أسباب محبته له ، وتكون سببـًا من أسباب النجاة من النار لمن تخلَّق بها ((حرم على النار كل هيِّن ليِّن سهل ، قريب من الناس))(رواه أحمد) .





    5- رفع الحرج عن الناس :


    صاحب السماحة لا يحرص على إيقاع الناس في الحرج ، ولا يشغله التفكير بما له عن التفكير بما عليه من سماحة مع إخوانه وتقدير لظروفهم ، وفي الحديث الصحيح : " أن الصحابي أبا اليسر - رضي الله عنه - كان له على رجل قرض ، فلما ذهب لاستيفاء حقه اختبأ الغريم في داره ؛ لئلا يلقى أبا اليسر ، وهو لا يملك السداد ، فلما علم أبو اليسر أن صاحبه يتخفى منه حياء لعدم تمكنه من أداء ما عليه ، أتى بصحيفة القرض فمحاها ، وقال : " إن وجدت قضاء فاقض، وإلا فأنت في حلّ "(رواه مسلم) . وبسماحته تلك أخرج أخاه من الحرج الشديد .





    6- السماحة مع من أساء :


    وأبرز مواقف السماحة ما يكون مع من أساء إليك ، كالذي جرى مع أبي بكر - رضي الله عنه - حين أقسم ألاَّ ينفق على مسطح بن أثاثة ؛ لتورطه في حديث الإفك ، فأمره الله تعالى أن يعفو ويصفح ، فكفر عن يمينه ، وعاد ينفق عليه ، وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم - : ((ارحموا تُرحموا ، واغفروا يغفر لكم))(صحيح الجامع) . وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم : ( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)(الشورى/37) .



    7- السماحة بين تهمة العجز أو الفجور :


    وقد يوسوس الشيطان للمسلم : إنك لو تسامحت وصفك الناس بالعجز ، وظنوا فيك الضعف ، ولأَنَ تُؤْثِرَ أن يقال فيك ما يقال خير لك من الوقوع في الفجور ، بحيث يخشى الناس شرّك ، وقد ورج في الحديث : ((يأتي عليكم زمان يُخيَّر فيه الرجل بين العجز والفجور ، فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور))(رواه أحمد) .
    ولابد من الإشارة إلى أن السماحة هنا مع أصحاب الفلتات من المسلمين، أما الذين يظلمون الناس ، ويصرون على ذلك ، فيُعامَلون بخلق (الانتصار) .







    اعلم أخي الكريم و أختي الكريمة أن المسلم الحق ليس جحيما بالنسبة إلى الآخرين، بل جنة لهم ونعيما



    فكن سمحـًا إذا عاملت أو دعوت ، سمحـًا إذا حاورت أو رافقت ، سمحـًا إذا ظُلمت أو جُهل عليك ، فديننا الإسلامي دين يسر .





    نسأل الله عز وجل أن يديم الود والحب فيما بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا , وأن يجعلنا ممن يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم , وممن يسعون دائماً بالسماحة واليسر واللين والقرب مع إخوانهم جميعاً ...

    معلش أمل إذا الموضوع طويل

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 8:06 pm